احتفالات إسرائيل بالذكرى الستين لقيامها

مقدم الحلقة: فيصل القاسم
ضيفا الحلقة:
- أنور مالك/ كاتب وباحث

- إبراهيم علوش/ أكاديمي وأستاذ جامعي
تاريخ الحلقة: 13/5/2008

فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدي الكرام. سادة العالم يتقاطرون على تل أبيب للاحتفال بالذكرى الستين لقيام إسرائيل، جورج بوش، ساركوزي، برلسكوني، ميركل وغيرهم، أليس من السخف إذاً التبشير بزوال الدولة العبرية؟ ألم يقل شمعون بيريز إن إسرائيل الآن أقوى بكثير مما يعتقد أعداؤها؟ ألم تصبح إسرائيل ضرورة عربية؟ أليست العلاقة بين مصر والدولة العبرية مثلا أقوى من العلاقة بين القاهرة والعرب؟ أليس هناك تحالف ضمني بين إسرائيل والعديد من الدول العربية؟ ألم يقف الكثير من العرب إلى جانب الجيش الإسرائيلي في حرب تموز؟ ألم يهدد العراق بإزالة إسرائيل فأزالوه؟ ألا يخشى أن ينتهي الكثير من الدول العربية قبل أن تنتهي إسرائيل؟ هل بقي هناك قضية فلسطينية أصلا بعد أن حولها الأشاوس إلى أشلاء؟ لكن في المقابل ألا يتوقع كبار المفكرين والسياسيين الإسرائيليين زوال دولتهم قريبا؟ ألم يقل يونتانش شيم إن تل أبيب تأسست عام 1909 وفي عام 2009 ستصبح أنقاضا؟ ألا يقول أبراهام بورغ إن بنية الصهيونية آخذة في التداعي وإنها أشبه بقلعة تختنق بدروعها وتحصيناتها؟ أليست إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي مجرد وجودها مثار جدل؟ ألم يقل بن غوريون مؤسس الدولة إن إسرائيل تسقط بعد خسارة أول حرب؟ ألم ينهزم الكيان الصهيوني أمام المقاومة اللبنانية؟ ثم أيهما أقوى، إسرائيل أم أميركا التي هزمها الفيتناميون الحفاة ويدحرها الآن أبطال المقاومة العراقية الباسلة؟ يضيف آخر. أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة هنا في الأستديو على الأستاذ الجامعي الدكتور إبراهيم علوش، وعبر الأقمار الصناعية من باريس على الكاتب والباحث أنور مالك. نبدأ النقاش بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

القضية الفلسطينية في ذكرى النكبة

فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدي الكرام، نحن معكم على الهواء مباشرة في برنامج الاتجاه المعاكس. بإمكانكم التصويت على موضوع هذه الحلقة، هل تعتقد أن إسرائيل بعد ستين عاما على قيامها في وضع أضعف أم أقوى؟ أضعف 72%، أقوى 28%. لو بدأت بهذه النتيجة مع أنور مالك في باريس، أنور مالك ماذا تقرأ في هذه النتيجة، عموم الشارع العربي يرى أن إسرائيل بعد ستين عاما على قيامها في وضع أضعف، آيلة للزوال. بطريقة أخرى كيف ترد على هذه النتيجة؟

أنور مالك: في الحقيقة إن هذه النتيجة هي تعتبر من أحلام شعوبنا التي عبروا عليها في هذا المنبر وخاصة أنهم يحسون باليأس ويحسون بالقنوط أو شربوا من الهزيمة وشبعوا منها. أن نقول إن إسرائيل ضعفت كما نعلم أنها بدأت بحرب العصابات وصارت اليوم دولة نووية، مع العلم أنني لا أقول هذا الكلام على أساس أنني أدافع عن إسرائيل أو أنني في موضع الدفاع عن هذا السرطان الموجود داخل أمتنا، لكن أريد أن نتحدث بواقعية بعيدا عن الشعارات وبعيدا عن الكلام الفضفاض الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، مع من نقارن إسرائيل؟ إذا أردنا أن نقارن إسرائيل مع الداخل إسرائيل مع إسرائيل نفسها فكل الدول عرفت انخفاضات وعرفت صعودا وعرفت هزات، فكل دول العالم الآن لا توجد أي دولة لا تعرف هذه الأمور إلا القلة القليلة التي تعد على الأصابع. وإن أردنا أن نقيس إسرائيل مع الدول الغربية بصفة عاما فإسرائيل هي أحسن بكثير من بعض الدول الأوروبية، فتوجد دول أوروبية تعيش ظروفا قاسية أقل من إسرائيل. أما إذا أردنا أن نقيس إسرائيل بالدول العربية فأرى أن هذا القياس والله العظيم قياس مؤسف لأنه لا يمكن أبداً المقارنة لأن الدول العربية أصلا تعيش في الحضيض ولا يمكن مقارنتها أيضا، أما من خلال ما يروج الإسرائيليون أنفسهم فمن خلال أنهم يعيشون الضعف أنهم يعيشون وضعا مزريا أنهم كذا وكذا وكذا فنحن نعرفهم ونعرف الشخصية اليهودية عبر التاريخ أنها دائما تحاول الظهور بالضعف برغم الانتصار، فقد كانوا قد ذهبوا انتصروا مع موسى عليه السلام وغرق فرعون وبالرغم من ذلك أرادوا أن يدخلوا القرية {قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين..}[المائدة:22]، هذه طبيعة الشخصية اليهودية أنها دائما تحاول أن تظهر الضعف. أما قضية الزوال أو الإبادة أو النهاية أو سمها ما شئت فتلك للأسف هي كذبة إسرائيلية صهيونية صنعوها وصدقناها وروجنا لها، تلك كذبة بمعنى الكلمة، أنا على يقين بأنه لا معنى لإسرائيل ولا مستقبل لأي ظالم فوق الأرض من الأنظمة العربية إلى الدكتاتوريات عبر التاريخ أنه لا مستقبل لها، لكن المشكلة في الشكل، كيفية هذا الزوال كيفية هذه النهاية هل يمكن أن نقف أو ننام حتى ننهض صباحا ونجد إسرائيل قد ذابت أو رحلت إلى القمر أو ذهبت إلى المريخ؟! أبدا هذا كلام فاضي وكلام فارغ وهو كلام أولا وقبل كل شيء يا دكتور فيصل أنه يخدم الصهيونية في حد ذاتها، أقول إنه يجلب لها الدعم الكثير، وقد قال جوناثان غولبرت وهو رئيس تحرير صحيفة ذيفر وورد اليهودية، وحدة الرأي العام اليهودي الأميركي في دعم إسرائيل ناجمة عن المحرقة وعن فكرة أن إسرائيل من دون دعم تواجه خطر الموت. إذاً إن قضية الزوال وقضية الإبادة وقضية النهاية وما إلى ذلك أو خطر الموت وقضية المحرقة هي من الأشياء التي صارت تجلب الدعم الكبير للصهاينة ولإسرائيل يجعلها دائما أيضا تتقمص دور الضحية والشعب الغلبان المهدد بالزوال من على هذه الأرض، حيث نورد كلاما لأحد الجنرالات اسمه بيلي من ضباط أركان إسرائيل شو بيقول؟ لم يكن هناك إنسان يجرؤ أو يمكنه أن يضع وجود إسرائيل موضع بحث ولكنه بالرغم من كل ذلك واصلوا حسب هذا الجنرال طبعا تغذية الشعور بالنقص كما لو كنا شعبا ضعيفا صغيرا يعيش في قلق دائم وخوف من الإبادة في كل لحظة يؤصل أيضا هذ الفكرة أيضا أنها ..

فيصل القاسم(مقاطعا): أنور مالك، الكثير من النقاط. لنعط الوقت لإبراهيم علوش هنا في الأستديو، سمعت هذا الكلام، كيف ترد؟ يعني هذا التفكير أو هذه النتيجة أو الحلم بزوال إسرائيل يعني نوع من الأوهام، لننظر الآن لنقارن كيف يحتفل العالم بالذكرى الستين لقيام إسرائيل وكيف يتذكر العالم الذكرى الستين للنكبة؟ انظر العالم الغربي، كل زعمائه يتقاطرون على إسرائيل للاحتفال، بربك لولا قناة الجزيرة هل كان أحد سمع بذكرى النكبة؟ أصبح لكل دولة عربية نكبتها الخاصة وتأتي وتقول لي إنه ستزول هذه الدولة، احلموا.

"
الكيان الصهيوني من الناحية الإستراتيجية ساقط عسكريا وواضعو النظرية الأمنية الصهيونية استنتجوا أن الكيان الصهيوني لا يستطيع أن يحتمل حربا شاملة ضمن حدوده وبالتالي عليه أن ينقل الحرب إلى خارج حدوده
"
إبراهيم علوش

إبراهيم علوش: السلام عليكم. أولا في البداية أود أن أوجه تحية لأخواني في المقاومة العراقية واللبنانية والفلسطينية وبذكرى احتلال فلسطين يعني الستين أود أن أوجه التحية للشعب العربي الفلسطيني الصامد الصابر في الأرض المحتلة عام 48 والضفة وغزة. الحقيقة أخي فيصل أن دولة الكيان الصهيوني إلى زوال، السؤال ليس إذا ما كانت ستزول أم لا؟ السؤال متى ستزول وكيف؟ الحقيقة أن الحديث عن مستقبل الكيان الصهيوني ليس فقط حديثا عن المستقبل بل هو حديث عن الموقف الذي يجب أن نتخذه الآن من وجود الكيان الصهيوني ومن العلاقة من الكيان الصهيوني وإذا كانت دولة العدو الصهيوني ستبقى بعد العرب فليسارع الجميع إذاً إلى مصافحة أولمرت قبل أن يزيله الجمهور الإسرائيلي، أما إذا كانت دولة العدو الصهيوني زائلة فليحضر كل الذين يصافحون المسؤولين الصهاينة لأن التاريخ سيحكم عليهم بأنهم خونة عاجلا أم آجلا. لو سمحت لي دكتور فيصل، التحليل يجب أن ينطلق في البداية من منطلق إستراتيجي، الكيان الصهيوني من الناحية الإستراتيجية ساقط عسكريا، حدود الكيان الصهيوني مشكلة أمنية حقيقية، لديك طول الشواطئ بالنسبة للمساحة البرية الكلية، البلاد متمددة طولا ومن ناحية العرض ضيقة جدا مما يجعلها مفتوحة ويفقدها العمق الإستراتيجي ويفقدها حيز المناورة، بالإضافة إلى ذلك فإن المراكز والتجمعات السكانية والنشاطات الاقتصادية متموضعة في وسط البلاد هذا أدى لواضعي النظرية الأمنية الصهيونية بأن يستنتجوا بأن الكيان الصهيوني لا يستطيع أن يحتمل حربا شاملة ضمن حدوده وبالتالي عليه أن ينقل الحرب إلى خارج حدوده، وقد بنيت النظرية العسكرية الصهيونية على هذا المبدأ طوال عقود. طيب، ماذا حدث بعد 25 عام 2000؟ فكرة نقل المعركة إلى أرض العدو بدأت تتعرض للاختراق في عقل الإستراتيجيين الصهاينة فماذا فعلت دولة العدو الصهيوني؟ أتت بأميركا لكي تنقل المعركة إلى العراق ضمن مشروع تغيير البيئة الإستراتيجية وكان المطلوب تغيير الأنظمة في العراق وفي سوريا وفي إيران وفي السعودية وفي مصر وكل الدول العربية، طيب وحلت أميركا في العراق تكسرت هيبة أميركا في العراق. ومن جديد عام 2006 في الصيف حاول العدو الصهيوني مجددا أن ينقل المعركة إلى أرض العدو فماذا حدث؟ مني بهزيمة. العدو الصهيوني الآن يختنق بمأزق إستراتيجي والحديث الذي يعني يتفوه به المسؤولون والمحليون الصهاينة حول إمكانية زوال دولة إسرائيل ليس مجرد حديث بل هو يترافق مع مؤشرات إحصائية مهمة..

فيصل القاسم(مقاطعا): مثل؟

إبراهيم علوش(متابعا): فلنتحدث بالأرقام، في 4 أيار مايو 2008 يعني هذا الشهر في بدايته، 52% من الجمهور الإسرائيلي لا يستبعدون إمكانية الهجرة من الكيان الصهيوني، استطلاع لمؤسسة غالوب عام 2007 ،20% يطمحون للهجرة من الكيان الصهيوني، أضف إلى ذلك أن 750 ألف صهيوني باتوا يعيشون خارج الكيان الصهيوني، وهناك تقارير أن الصهاينة يحاولون الحصول على جوازات أوروبية احتياط، أضف إلى ذلك التقارير التي تقول أن ربع الذين يتم استدعاؤهم للخدمة العسكرية يتهربون منها بذريعة المشاكل العقلية أو بذريعة الإعفاء الديني وهناك عدد من الذين يتحدثون عن زوال الدولة. خذ مثلا ما يقوله أمنون روبنشتاين، يقول إن التمنع عن أداء الخدمة يؤشر على انهيار بالالتزام بالقيم الصهيونية، خذ ما يقوله المؤرخ مايكل أورن أيضا في الغارديان البريطانية في 20/6/2008 يقول أيضا إن التمنع عن أداء الخدمة يؤشر على انهيار القيم الصهيونية، فإذاً هذه ليست فقط ادعاءات تستهدف جلب يعني التعاطف وقد يكون الصهاينة يحاولون توصيفها بهذا الاتجاه، ولكن هناك مؤشرات حقيقية تدل أن الجمهور الصهيوني بدأ يفقد بدرجة كبيرة التزامه بالمنطق الذي بنيت على أساسه دولة العدو.

فيصل القاسم: ولا علاقة لذلك بعقدة الضحية التي يحاول أن يروجها الصهاينة دائما؟

إبراهيم علوش: يا سيدي الكريم حتى مقولة المخرقة اليهودية التي يروجونها بدأ الكثيرون يشككون بها وهذا موجود طبعا يحاولون دائما استدرار العطف ولكن لقد أصبحت هذه أسطوانة مكسورة في ضوء تصاعد النفوذ اليهودي على صعيد عالمي في الولايات المتحدة وفي الأمم المتحدة وفي أماكن أخرى حول العالم، فإذاً ما نتحدث عنه الآن هو أكذوبة بات عدد أكبر من الناس يدركها. دعني أذكر مثالا يعني عندما يوجد كيان غاصب احتلال إحلالي عنصري يعني العالم وليس فقط العرب بدأ يدرك بشكل متزايد بأنه لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة..

مبررات القول بزوال إسرائيل

فيصل القاسم(مقاطعا): أو بهذه الأكذوبة. وهذا الكلام في واقع الأمر أوجهه لأنور مالك، أنور مالك أنت تعتقد منذ البداية بأن كل هذا الكلام الذي يكتبه المفكرون والسياسيون الإسرائيليون عن قرب زوال الدولة العبرية هو نوع من لعب دور الضحية الذي أتقنه الصهاينة على مر الزمان، لكن في الوقت نفسه نحن نعلم أن هذه الكذبة كما يقول إبراهيم لم تعد تنطلي على أحد بدليل أنه قبل سنتين تقريبا كان هناك استفتاء في أوروبا ذاتها وقد قال أكثر من 59% من الأوروبيين إن أكبر خطر على السلام العالمي هو إسرائيل، إذاً هذه اللعبة لم تعد تنطلي على أحد وإن ما يقوله الإسرائيليون صحيح مثلا باختصار يقول لك مثلا يونتانش شيم يقول إن تل أبيب تأسست في العام 1909 وفي العام 2009 ستصبح أنقاضا. كيف ترد؟

أنور مالك: أولا هؤلاء الذين يتحدثون من إسرائيل ليسوا أنبياء حتى يؤخذ كلامهم على محمل الصدق وعلى محمل الجد ولا يعلمون الغيب، وأيضا أمر آخر أن هؤلاء قلبهم أولا وقبل كل شيء على إسرائيل وليس على العرب ولا على المسلمين، فإن قالوا إن إسرائيل مهددة بالزوال فهم يريدون لها البقاء وليس يريدون لها الزوال وإن قال بعضهم إنها تشكل خطرا على الأمن العالمي فتوجد أطراف فقط تغذي هذا الأمر ولكن في الواقع الحقيقي أنها تتلقى الدعم. إسرائيل تعرضت إلى التهديدات في 48 انتصروا على الجيوش العربية انتصروا على الجيوش العربية بعصابات في سنة 67 قالوا سوف وكذا ونقضي على إسرائيل انهزمت الجيوش العربية ولم يحدث لها شيء. وفي سنة 1990 وقف صدام حسين وقال سوف أزيل إسرائيل ورمى إسرائيل بشوية صواريخ ونهضنا نحن المغبونون المغلوبون على أمرهم المهزومون ونهضنا نصفق ونفرح الحمد لله أن منّ الله على أمة الإسلام وعلى أمل العروبة برجل يضرب تل أبيب في قلب دارها وأنها صارت على النهاية لما نقلت لنا الصور والصحف والتلفزيونات وهم يختبؤون تحت الأرض قلنا انتهت إسرائيل، ولكن ماذا حصل؟ أين العراق؟ أين صدام حسين؟ لم يغفر له ذلك الفعل وأعدم والآن رجال الموساد يعبثون في إسرائيل..

فيصل القاسم(مقاطعا): في العراق، في العراق..

أنور مالك (متابعا): وخيرات البترول في العراق صارت إلى إسرائيل كيف كانت النهاية؟.. في العراق نعم العراق. ذهب لبنان أيضا قالوا إنه خلاص انسحبت إسرائيل، على فكرة كلما يحدث انسحاب إسرائيلي تصرف فتنة وراه، انسحبوا من غزة تحول الفلسطينيون إلى بعضهم البعض يتقاتلون، انسحبوا من لبنان في سنة 2000 الآن في سنة 2008 صارت الفتنة، ممكن لا قدر الله ستذهب بلبنان. الحقيقة التي يجب أن نعرفها ونؤكد عليها على أن هذا الزوال وأن هذا الترويج لهذه الفكرة وأن تقزيم هذا العدو على أساس أنه في حيثيات داخلية ستؤدي به إلى الزوال هو في الأصل كسر للحقيقة التاريخية أنه لن يتم تحرير بيت المقدس إلا بجيش جرار وقيادة راشدة ودولة عدوة يقودها قيادات في هذا المستوى لن تهزم بمقاومة، المقاومة في الداخل الفلسطيني الآن في موضع الدفاع عن نفسها وأنا أشيد بها أيضا ولست ضد المقاومة ولكن أيضا هي في وضع الدفاع عن نفسها، حزب الله من سنة 2006 لم يطلق رصاصة واحدة إلى إسرائيل، لم توجه رصاصة إليه ولم تحدث أي عملية في الداخل الإسرائيلي بل أنه يوجد من صرح أن حزب الله منع بعض رجال المقاومة من الدخول إلى التراب الفلسطيني، أيضا أمر آخر على أنه يوجد من أهل السنة في لبنان من يقولون إن حزب الله منع المقاومة السنية. يا سيدي الفاضل إذا كنت أنت ضد إسرائيل وتريد المقاومة والقضاء عليها لماذا لا تضع يدك في يد كل المقاومين الآخرين؟ أنا أقولها بصراحة ووضوح إن هذه الشعارات الغوغائية هذه الشعارات الانهزامية هذه التي يقولها، تقال في الكتب وفي الكراسات وفي الصحف وفي المجلات ليس إلا، ولكن في الواقع لا يوجد. هذا الدكتور الفاضل استضفته من قبل وتحدث عن نهاية أميركا ولم تنته أميركا وننتظر كان من المفروض أن يبقى في بيته ينتظر أن تنتهي أميركا، عندما تنتهي أميركا وتتحقق نبوءته يخرج علينا ويقول الآن ستنتهي إسرائيل، عندها نصدقه، لكن أن يقول على شيئين في نفس الوقت إنهم سينتهون، لا، لا أبدا هذا نوع من الخطاب الإنهزامي، الخطاب الغوغائي الغباء السياسي الذي يقول هؤلاء من أجل خدمة إسرائيل ليس أولا وقبل كل شيء والله إنهم يخدمونها بهذا الكلام، أقولها صراحة يخدمونها بهذا الكلام. السؤال الذي أطرحه للدكتور، من الآن سيهزم إسرائيل وسيبيدها، يحدده بالضبط؟ وأترك لك المجال يا دكتور فيصل.

فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر. إبراهيم علوش، سمعت هذا الكلام.

إبراهيم علوش: يعني في البداية أود أن أقول إن الذي يتوجه إلى الناس بخطاب إنهزامي ويعبر عن الإحباط هو الأخ الكريم أنور مالك، أعتقد أن الاحباط الذي يرشح من خطابه يعني يحتاج إلى تحليل نفسي ولا يحتاج إلى تحليل سياسي ولا نستطيع أن نبني عليه موقفا سياسيا يعني هذه النقطة الأولى. هناك عدد كبير من النقاط التي ذكرت ولكن يعني هناك مثلا بالنسبة للعراق طيب أميركا دخلت العراق وأميركا دمرت بنية الدولة العراقية، ماذا حدث للمشروع الأميركي؟ المشروع الأميركي فقد مصداقيته على عدة صعد، أسلحة الدمار الشامل كشفت أميركا من ناحية أخلاقية ومشروع الإصلاح الأميركي اصطدم بأن أميركا تريد أن تزيل حكومات منتخبة وقوى شعبية لها وجود في لبنان وفلسطين بالإضافة إلى ذلك وصل المشروع الأميركي الإقليمي إلى طريق مسدود، أميركا خسرت في العراق مئات مليارات الدولارات وآلاف الجنود. نعم إن الذي قالوا إن الشهيد صدام حسين بأن بداية أو غزو العراق سيكون بداية نهاية القطب الواحد هو الذي يحدث الآن، انظر ماذا حدث في أميركا اللاتينية، ثماني دول تخلصت من الهيمنة الأميركية. انظر إلى صعود روسيا إلى صعود الصين، ألا ترى معي بأن العالم يتحول اليوم يولد من العراق من عالم أحادي القطب إلى عالم متعدد الأقطاب؟ نعم إن أميركا الآن لم أقل إنها في طور الزوال ولكن الإمبراطورية الأميركية تتعرض للتفكك، هذا بالنسبة للعراق يعني، وبالتالي المعركة التي فتحت في العراق هي معركة الأمة وهي بالمناسبة التي ضربت أعوان أميركا في لبنان وفي فلسطين وفي كل المنطقة. بالنسبة للنقاط الأخرى التي ذكرت يعني عفوا أنا لا..

فيصل القاسم(مقاطعا): بس في نقطة هناك أنا أريد كي لا نأخذ الوقت كله طيب مثل شو؟ بس في نقطة مهمة جدا، من الذي سيهزم إسرائيل؟ السؤال المطروح..

إبراهيم علوش: المقاومة.

فيصل القاسم: أي مقاومة؟ دقيقة شوي هلق هل بقي قضية فلسطينية؟ يعني لنقارن وضع إسرائيل الآن بوضع فلسطين، إسرائيل الآن تحتفل بدعم عالمي، يعني بربك عندما ترى كل هؤلاء سادة العالم يأتون إلى إسرائيل عندما يأتي كل هؤلاء الأقوياء يعطينا مؤشرا بأنك إذا أردت أن تزيل إسرائيل فعليك أن تزيل هؤلاء، هل تستطيع أن تزيل هؤلاء؟ هذا من جهة، من جهة أخرى انظر إلى القضية الفلسطينية، في الوقت الذي يحتفل العالم فيه مع إسرائيل نرى أن الأشاوس في فلسطين يتقاتلون فيما بينهم، لم يعد هناك قضية فلسطينية ..

إبراهيم علوش(مقاطعا): وفي لبنان تقاتلوا..

فيصل القاسم(متابعا): لم يعد هناك قضية فلسطينية تحولت إلى أشلاء، غزة تحولت إلى إمارة كما يقول بعض منتقديها وكل ذلك، لماذا المكابرة يا دكتور إبراهيم؟

إبراهيم علوش: دكتوري العزيز، المقاومة الشعبية العربية هي التي ستحرر فلسطين وأنا لم أقل أن علينا أن نزيل القوى العظمى من الوجود ولكن أنت ترى من خلال ما يجري في العراق أنها أصبحت أضعف، أميركا الآن أصبحت مقيدة بما يجري في العراق إلى درجة أن هناك قوى داخل أميركا تعارض ضرب إيران..

فيصل القاسم (مقاطعا): طيب لكن فرنسا مع إسرائيل، وبرلسكوني مع إسرائيل وميركل مع إسرائيل وأوروبا مع إسرائيل، العالم كله يلتف احتفالا بقيام إسرائيل يا دكتور.

إبراهيم علوش: دكتور فيصل؟

فيصل القاسم: إيه.

إبراهيم علوش: ما هو عنوان المؤتمر الذي افتتحه بيريز اليوم بحضور رؤساء الدول والشخصيات العالمية من توني بلير إلى هنري كيسنجر إلى روبرت ماردوخه..

فيصل القاسم: ما هو؟

إبراهيم علوش: مستقبل الشعب اليهودي. هناك قلق وجودي على المصير بسبب المأزق الإستراتيجي الذي يعيشه الكيان الصهيوني..

فيصل القاسم (مقاطعا): بس يا دكتور إبراهيم نحن نعرف أن الإسرائيليين يراجعون وضعهم كل مرة، بعد ما حصل لهم بعد حرب تموز جاء فينوغراد وأصدر تقريرا، هم يراجعون أوضاعهم دائما ليصححوا وليصلحوا من أوضاعهم، هذه فضيلة وليست مشكلة.

إبراهيم علوش: ألم يتعرضوا لهزيمة مرتين في في لبنان؟ ألم تهزم أميركا في العراق؟ دعني أقول لك هذا الكلام الذي يطرح وكأن المقاومة اللبنانية هزمت وكأن المقاومة العراقية هزمت وكأن المقاومة الفلسطينية هزمت، الكيان الصهيوني لم يستطع منذ سبع سنوات أن يوقف قصف الصواريخ من غزة، الكيان الصهيوني، انظر، قائد البحرية الإسرائيلية ديفد بعشات أقيل بعد 37 عاما من الخدمة، دان حالوتس رئيس الأركان، انظر إلى عمير بيريتس الذي كان وزيرا للدفاع، أقيل، انظر إلى تقرير فينوغراد ما يقوله بأن الجيش الصهيوني الآن بات عاجزا عن تحقيق الأهداف السياسية للدولة الصهيونية. دعني أشير بسرعة للنقاط التي طرحت لأنها خطيرة، أنا لا أعتبر بأن ما يجري في لبنان وفلسطين يمثل مأزقا للمقاومة بل العكس هو الصحيح، كان هناك خطة اسمها خطة دايتون لضرب المقاومة في غزة ونزع سلاحها من قبل أطراف فلسطينية متعاونة مع الطرف الأميركي الصهيوني فقامت المقاومة بضرب هذه الخطة التي تستهدفها، الأمر نفسه حدث في لبنان، أخيرا في الساحة اللبنانية تمكنت المقاومة من تحجيم خطوة سياسية تستهدف رموزها وتستهدف شبكة اتصالاتها. عندما يصطف طرف داخلي في لبنان أو فلسطين أو العراق أو أي مكان آخر مع العدو الخارجي فيجب أن يعامل مثل العدو الخارجي وحتى الآن أنت ترى أن زمام المبادرة في الساحة اللبنانية والفلسطينية والعراقية هو بيد المقاومة. سيدي الكريم دعني أقول لك وأقول لكل المتشككين، إذا كان جزء بسيط من شباب الأمة في لبنان والعراق وفلسطين إذا كان يستطيع أن يوقف تقدم المشروع المعادي تخيل ماذا يمكن أن يحدث لو وجد طرف سياسي، حركة شعبية أو غيره، يستطيع تعبئة وتجييش الشارع العربي بأكمله، الكيان الصهيوني ساقط عسكريا لو وجد من يرغب بضربه. سيدي الكريم من يستطيع أن يدخل استشهاديا إلى ديمونة بمتفجرات تقليدية يجب أن يفكر كيف يدخل استشهاديين إلى ديمونة وغيرها بمتفجرات غير غير تقليدية وربما بقنابل نووية صغيرة، يجب أن نفكر بهذا الاتجاه. انظر ماذا قال أمنون روبنشتاين حول هذه المسألة، لا يعتقدن أحد، وسخر من الذين اعتقدوا بأن التفوق العسكري التكنولوجي الصهيوني يمكن أن يؤمن البقاء لدولة العدو الصهيوني بل على العكس من ذلك قال إن العرب، العالم العربي بالحرف يستطيع أن يطور من هذه التقنيات لو توفرت الإرادة السياسية. وهذا ما ينقصنا، الإرادة السياسية.

دور المقاومة والأنظمة العربية

فيصل القاسم: طيب أشكرك جزيل الشكر. أنور مالك يعني أنت تحاول أن تصور العرب في وضع، كش مات بلغة الشطرنج أمام إسرائيل. طيب أنا أسألك سؤالا يعني أيهما أقوى إسرائيل أم أميركا؟ طبعا أميركا أقوى من إسرائيل وأنت تعرف ماذا حصل لأميركا في فييتنام حيث دحرها الفييتناميون الحفاة، أنت تتحدث عن العراق، أيضا أن العراق هدد إسرائيل فأزالوه، طيب حتى لو أزالوا العراق ماذا يحدث لأميركا في العراق الآن؟ إذا كانت سيدة إسرائيل متوحلة وكل مشاريعها أصبحت في خبر كان، فما الذي يجعلك متفائلا ببقاء إسرائيل؟ تفضل.

"
المقاومة بالفعل قادرة على هزيمة إسرائيل لكن الموجود الآن ليست مقاومة بل مجموعة من الناس يدافعون عن أعراضهم وشرفهم وخبزهم كما يحدث في غزة
"
أنور مالك

أنور مالك: أولا أنه تحدث عن المقاومة ويحييها، على كل حال أنا أريد أن أعرف من هي هذه المقاومة الآن بالضبط بالتحديد؟ قضية تعبئة الشارع، من هذا الشارع؟! الشعوب، الشعوب التي صارت تأكل من المزابل ولا تستطيع أن تدافع عن خبز صغارها، تستطيع أن تعبئها وتصنع بها جيوشا جرارة وتغزو إسرائيل وتهدمها وتزيلها من الوجود؟! هذا الكلام كلام سينمائي، هذه أحلام تدغدغ مشارع السينمائيين. أما قولك إنهم اندحروا في فييتنام، أميركا اندحرت في فييتنام وإن كان مش موضوعنا، اندحرت في فييتنام ولكنها لم تنته فقط، احتلت الآن العراق وسوف تخرج من العراق وتبقى سنوات وتزيد تحتل أمر آخر. الأمر الأساسي أن الطريق طويل طويل، أنا لا أقول إن إسرائيل لن تزال وإنه لها مستقبل، أنا أجدد هذا الأمر، أنه لا مستقبل لأي غاصب وأن هذه الجسم الخبيث الذي في أمتنا سوف يزال حتما، ولكن متى؟ السؤال متى؟ كأنه يراد أن نتحدث الآن في الواقع، أي مقاومة؟ أي مقاومة أنت تتحدث عنها يا رجل؟! إن إسرائيل تدعم من طرف أميركا ومن طرف أوروبا كلها تراهن على وجود إسرائيل الدول العربية، الأنظمة العربية، مصر التي حررت سيناء من قبل الآن تعطي الغاز تقريبا ببلاش إلى إسرائيل، حتى الأنظمة العربية تراهن على وجود إسرائيل، الاتحاد المتوسطي الجديد الآن فخ آخر تصنعه فرنسا من أجل إسرائيل، الكل الآن يراهن على وجود إسرائيل لعدة اعتبارات ليس المجال لسردها. لكن أن نقول إن إسرائيل ستزول، في حالة واحدة دكتور فيصل لو نمنا صباحا ونهضنا باكرا وجدنا إسرائيل نهضت وأخذت، ركبت، امتطت الطائرات وذهب إلى القمر، هذه حالة ممكن معجزة من المعجزات التي يتحدث عنها الدكتور الفاضل، وأنا أحترمه على كل وأحترم رأيه، أنا أقول إن الكلام هذا أصلا هو يخدم إسرائيل. الأمر الآخر الذي وجب أن نأخذ عبرة من التاريخ، نأخذ عبرة من صلاح الدين الأيوبي كيف حرر بيت المقدس، نأخذ عبرة من عمر الخطاب كيف حرر بيت المقدس، هل إيران ستحرر بيت المقدس؟! إيران لا عدو لها الآن سوى العرب وبالضبط السنة، إذا العرب والسنة، إسرائيل لا عدو لها إلا العرب والسنة، يقولون إن حزب الله هزم إسرائيل وسوف يدحر إسرائيل وهو من صناعة إيرانية أيضا وإيران ساعدت أميركا في إسقاط طالبان وساعدت أميركا في إسقاط العراق وأصبحت كما قلت الموساد يعبث في العراق، من سيهزم؟ كيف تكون ضد إسرائيل وفي نفس الوقت صديق للسيد الذي يحمي إسرائيل؟! هذا مش ممكن. إذا المقاومة، أنا أؤكد على لفظ المقاومة، المقاومة بالفعل هي التي تهزم إسرائيل لكن الموجودة الآن لا هي مقاومة ولا هي شيء أي شيء، هي مجموعة من الناس يدافعون عن أعراضهم يدافعون عن شرفهم يدافعون عن خبزهم كما يحدث في غزة التي تحترق أمام أعيننا ولا أحد يتحرك، البارحة كانت محرقة واليوم ما حدث شيء. أنا أقول إنها الآن والله العظيم أننا مغلبون، مهزومون، مدحورون، ولست مريضا نفسانيا كما يقول الدكتور بل هذه الحقيقة، إن كنت أنا مريضا مسكونا بالهزيمة فهو أيضا يروج للانتصار على انتصار فاضي أيضا، فاضي ومغلوب على أمره وإن كان هو يشيد بالمقاومة، كل مرة يطلع عبر برنامج يحيي المقاومة، لماذا لا يذهب إلى المقاومة وهو في الأردن خطوة على العراق؟ لماذا لا ينفذ هذا الكلام في الواقع؟ إذاً نحن أمة كلام فقط ليس إلا ولسنا أمة فعل ولا نفعل أي شيء، نتكلم ونهول من العدو وطبيعة البشر أصلا لما يشوف إنسان رح يغلبه دائما يحاول أن يشوهه أنه مريض، أنه عنده سرطان، أنه عنده كذا. لا، أعترف أنها دولة قوية وأعترف أنها دولة نووية وأعترف أن العالم كله يدعمها وأن العالم كله يقف وراءها وأنطلق من هذا الأساس لصناعة جيل، لا يهمني أن أحرر أنا بيت المقدس، ولكن يجب أن أضع لبنة لجيل يأتي في المستقبل يحرر بيت المقدس حينها أكون بالفعل أنني شاركت في هذا الأمر. لكن المشكلة في العرب الآن كل واحد يريد أن يأخذ هذا اللقب لنفسه ويدخل من بابه التاريخ ولكن لن يفعلوا شيئا أبدا، يهددون إسرائيل في المساء، وفي الليل يلتقون وصفقات تمشي لتحت التحت ولا أي شيء، المشكلة الحقيقية أننا نحن أصلا الجانب الآخر، جانب العدو، عدو إسرائيل نحن أصلا في صراع ما بيننا، أنا ضد إسرائيل، والدكتور ضد إسرائيل واختلفنا الآن..

فيصل القاسم: طيب أشكرك جزيل الشكر. أنور مالك الكثير من النقاط. إبراهيم، طيب السؤال المطروح..

إبراهيم علوش: بس اسمح لي أن أرد، في تحريض طائفي..

فيصل القاسم (متابعا): طيب بس دقيقة ok حطها عندك، بس أنا أسألك سؤالا، ألا تعتقد أن إسرائيل أصبحت ضرورة عربية؟ هل تستطيع أن تقول لي من هو النظام العربي الذي يريد أن يزيل إسرائيل، أو يفكر بإزالة إسرائيل؟

إبراهيم علوش (مقاطعا): نحن لا نراهن على الأنظمة العربية..

فيصل القاسم (متابعا): دقيقة، بس دقيقة، طيب لا تراهن على الأنظمة العربية، أنت تعلم الآن أن العلاقة بين بعض الدول العربية وإسرائيل أقوى بكثير من العلاقة بين العرب أنفسهم، وأنت تعلم أن الكثير من الدول العربية وقفت إلى جانب الجيش الإسرائيلي في عدوان تموز ضد المقاومة اللبنانية وأنت تعلم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت أثنى على الحكام العرب الحكماء الذين ساندوه ضد المقاومة، وأنت تعرف اليوم ماذا يحدث للمقاومة في لبنان وكيف يتكالبون عليها من العرب أنفسهم، السؤال المطروح أن إسرائيل أصبحت ضرورة عربية، هناك من يرى أن إسرائيل..

إبراهيم علوش (مقاطعا): ضرورة رسمية عربية، وليس..

فيصل القاسم (متابعا): دقيقة إيه، وأن إسرائيل حتى أنه أصبح بعض أدوارها حماية الأنظمة العربية، حماية الكثير من الأنظمة العربية، بالله عليك خذ مصر مثالا، هل تفضل مصر علاقتها مع العرب على إسرائيل؟ تحدث لك أن مصر تبيع الغاز لإسرائيل بأقل من سعر التكلفة وغزة تموت من العطش وتموت من قلة الغاز والمازوت والبنزين!

إبراهيم علوش: سيدي الكريم في البداية أود أن أذكر الجميع إذا كنا قد نسينا من خلال هذا الخطاب الإنهزامي المحبط بأن المقاومة تمكنت من فرض الانسحاب غير المقيد وغير المشروط للعدو الصهيوني من جنوب لبنان وكذلك الأمر في غزة، حدث رغما عن أنف الصهاينة وبشكل غير مشروط وأن أميركا الآن في مأزق حقيقي في العراق، فإذاً نحن لا نتحدث..

فيصل القاسم (مقاطعا): بس جاوبني على سؤالي..

إبراهيم علوش: اسمح لي يا دكتور..

فيصل القاسم: إيه الوقت يداهمنا.

إبراهيم علوش: أنا عارف بس في نقطة أساسية، ميزان القوى على الأرض يظهر ويثبت بأن المقاومة في تقدم وبأن الطرف الأميركي الصهيوني وأعوانه في تراجع، سيدي الكريم الأنظمة العربية، أنظمة التجزئة، النظام القطري الذي فرض علينا من الخارج هو التتمة الطبيعية لوجود الكيان..

فيصل القاسم (مقاطعا): لكنه أمر واقع يا دكتور، أمر واقع ولا تستطيع أن تفعل به شيئا، يزداد قوة.

إبراهيم علوش: لا، أستطيع أن أفعل. الأمر الواقع إذا كنا نقرأه ولكننا لا نعترف بحقه في الوجود، نعم أنظمة التجزئة هي متمم طبيعي للكيان الصهيوني وكلاهما تم تأسيسه من قبل الاستعمار..

فيصل القاسم (مقاطعا): وكم صار له؟

إبراهيم علوش: بغض النظر، بغض النظر يعني عندما..

فيصل القاسم (مقاطعا): توطدت العلاقة بين هذا النظام القطري التجزئوي وإسرائيل..

إبراهيم علوش: هذا لا يعنينا كأمة..

فيصل القاسم: كيف لا يعنيك كأمة، هم اللي بيحكموك وبيحكموني.

إبراهيم علوش: هذا يخص الأنظمة العربية أما نحن الشعب العربي فلا نعترف بأي اتفاقات أو خطوات سياسية أو خطط يقوم بها الحكام العرب، أنا غير معني بالدفاع عن ما تقوم به الأنظمة العربية وكذلك الأمر أريد أن أنبه إلى نقطة إذا كان الطرف الأميركي الصهيوني سيستطيع احتواء التقدم والإنجازات التي تحققها المقاومة فإن ذلك سيتم عن طريق إثارة فتن طائفية مثل الفتنة السنية الشيعية التي يتم الترويج لها الآن، نحن يجب أن نحذر من هذا الخطاب الذي يتحدث بهذه اللغة، أنا غير معني بوجود نفوذ إيراني في المنطقة، مشروعي هو مشروع شعبي عربي يمثل مصلحة الأمة العربية..

فيصل القاسم (مقاطعا): وأين هذا الشعب؟ هو سألك، شعوب الآن تأكل من المزابل كما قال لك..

إبراهيم علوش: هذا دافع للثورة وليس دافعا للإحباط، الشعب الجائع هو الذي يثور واسمح لي أن أقول له ولغيره بأن الشعب عندما تسنح له الفرصة وعندما تتاح له الفرصة أن يتطوع للقتال في العراق أو فلسطين أو لبنان فإنك ستجد الملايين ممن يستعدون أن يقوموا بهذا الأمر واسمح لي بأن أضيف أيضا بأن المقاومة لا تجري فقط بالسلاح، المقاومة موقف سياسي والمقاومة ثقافة والمقاومة هي قصيدة والمقاومة هي عبارة عن مظاهرة وبيان، المقاومة ليست فقط بالسلاح وإن كان السلاح هو تاج رأس المقاومة، وبالتالي ما يتم الترويج له الآن هو الإحباط والهزيمة، الذين يقاومون في لبنان وفلسطين، الذين يقاومون في العراق قد لا توجد لهم هوية تنظيمية أو هوية سياسية معلنة ولكننا نعرف من هم، إنهم الشعب العربي، المواطنون العرب الذين يدافعون عن أرضهم وعن وطنهم، نعم إن المقاومة في تقدم وهذا ممكن أن ينبثق عنه في النهاية حركة تزلزل الأرض وتذهب بالأنظمة..

فيصل القاسم (مقاطعا): يا أخي هذه الحركة، هؤلاء المقاومون الذين تتحدث عنهم، أو هذه الحركات الشعبية تروح تلاقي شغلة تأكلها أول الشيء، يقومون.. وين، وين بدهم يعملوا؟..

إبراهيم علوش: نحن..

فيصل القاسم (متابعا):دقيقة، قبل أن يحرروا وتتحدث عن المشاريع الكبرى يروحوا يلاقوا شيء يأكلوه، هذه شغلة. شغلة ثانية..

إبراهيم علوش: يا دكتور، لا، لا..

فيصل القاسم (متابعا): بس دقيقة، بس دقيقة دكتور، طيب أنت تتحدث عن أن المشروع الأميركي يترنح وإسرائيل يعني في وضع حيص بيص..

إبراهيم علوش: مأزق إستراتيجي.

فيصل القاسم (متابعا): مأزق إستراتيجي، طيب إذا كان كل هذا الكلام صحيحا، لماذا ترفض إسرائيل أو تضرب إسرائيل عرض الحائط بكل مبادرات السلام العربية؟ ماذا حصل لمبادرة السلام العربية أو وعد بلفور الثاني، ماذا حصل لها؟ زتوها بسلة المهملات ومش دايرين بالهم لحدا، وكله يتوسل السلام ومش رادة عليهم.

إبراهيم علوش: الأنظمة العربية أحد عوامل ضعفنا ولولا الأنظمة العربية وسياساتها وأقول وأضيف لها النخب الثقافية التي تسير خلف هذه الأنظمة أو خلف الطرف الأميركي الصهيوني، هنا المشكلة، المشكلة هي نظام التجزئة الذي يمنع المواطنين العرب من أن يتحركوا للتضامن مع أخوانهم في الأراضي العربية المحتلة حيثما وجدت، المشكلة، الحقيقة دكتور فيصل نحن الأمة العربية عوامل قوتنا موجودة فينا، لدينا موارد وإمكانيات هائلة نستطيع أن نأكل وأن نطعم باقي البشرية أيضا، ولكن ما يجري هو عملية نهب هذه الثروة وعملية إخراجها للخارج وعملية سرقتها كما يجري للنفط العراقي الآن، بالمقابل عوامل قوة العدو الصهيوني خارجية وعوامل ضعفه داخلية، أما نحن فتوجد قيود مفروضة علينا من الخارج وعلى رأسها أنظمة التجزئة وسايكس بيكو.

الموقف الدولي وسياسة إسرائيل

فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر. أنور مالك في باريس، أنت تتحدث عن هذه الوقفة الدولية العارمة إلى جانب إسرائيل في الذكرى الستين لقيامها، طيب لماذا لا نقول إن هذا التعاطف الغربي هو مؤشر على المأزق الإستراتيجي الذي تعيشه إسرائيل وليس العكس؟ هم يتدافعون إلى إسرائيل لأنهم يعرفون أن هذا الكيان كيان في طريقه إلى الزوال، خاصة وأن بن غوريون مؤسس الدولة العبرية قال "إسرائيل إلى زوال بعد خسارة أول معركة" وأنت تعلم أن إسرائيل خسرت معركتها مع حزب الله، البعض يقول إن هذا كلام ودمرت لبنان وكل هذا، لكن لا تستطيع أن تنكر بأن المقاومة اللبنانية دفعت نصف إسرائيل إلى تحت الأرض لأكثر من شهر، آه؟ هذا من جهة من جهة أخرى كيف تفسر هذه الأسوار وهذه الحيطان العملاقة التي تبنيها إسرائيل لحماية نفسها؟ كانت تقول شعارك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل، الآن يطوقون أنفسهم بالأسوار العالية وهذه الأسوار إن دلت على شيء تدل على أنهم يتقوقعون على أنفسهم وفي طريقهم إلى الزوال بشهادتهم.

"
زوال إسرائيل مرتبط بالعقيدة فتوجد نصوص قرآنية ونصوص في الكتب المقدسة كلها تقول بأنها ستزول
"
أنور مالك

أنور مالك: أولا دكتور فيصل إنهم يبنون الأسوار ويشيدون هذا دليل على أنهم باقون وليسوا ذاهبين، وأنهم الآن يبنون المستوطنات وآخرها شرعوا في بناء مستوطنات أو أربعمائة مستوطنة مش عارف، شرعوا في بناء المستوطنات هذا دليل آخر على أن هؤلاء لديهم أحلام للمستقبل. هناك نقطة يجب أن ننتبه إليها أن الإسرائيليين يروجون دوما للهزيمة، لماذا؟ يروجون دوما للهزيمة في أقل الأشياء ونهاية إسرائيل، لدينا هنا مقال في يدي هاآرتيس قال "فتح الحدود بين غزة ومصر هزيمة نكراء لإسرائيل وانتصار لحماس"، مقال آخر في يديعوت أحرنوت إن هزيمة إسرائيل أنه ألغى الحصار على غزة، هزيمة إسرائيل ومهدد نهايتها. هم دائما يروجون لهذا الأمر من أجل صناعة أمر آخر توأم للمحرقة لجلب التعاطف كما قلت سابقا. الزوال يجب أن ينظر إليه بثلاثة عوامل، العمق العقدي، الأمر الثاني الإمكانيات المادية والظروف والإعداد والاستعداد، صح العمق العقدي عندي أنا أؤمن بأن إسرائيل للزوال، توجد نصوص قرآنية وتوجد نصوص في الكتب المقدسة كلها تقول بهذا الزوال ولكن الإمكانات المادية، هل عندنا إمكانات مادية نستطيع أن نهزم بها إسرائيل؟ تقول إن حزب الله صمد 38 يوما، الصمود 38 يوما يزيل دولة؟! لا، أبدا، هذا صمد، هذا دافع على نفسه، دافع على نفسه 38 يوما، الجيش الذي سيهزم إسرائيل هو الجيش الذي يصمد الدهر كله ولا يصمد 38 يوم، صحيح علامة إيجابية، هي علامة إيجابية ممكن نأخذها بعين الاعتبار. أمر آخر إن الدكتور الفاضل يقول الشعوب، الشعوب ترفض وكذا وكذا، ماذا ستفعل الشعوب الآن؟ هي تضرب على قفاها، لدينا تجربة أصلا حدثت، تجربة العمل المسلح في الجزائر لما انتفض الشعب 27 ألف مسلح صعدوا الجبال وكادوا أن يسقطوا النظام، كيف صارت نهايتهم؟ 27 ألف مسلح، الآن يعدون على الأصابع، هذه تجربة التمرد المسلح على الأنظمة، إذاً ماذا بقي الآن؟ أن يقول إن المقاومة هي ثقافة، هي حديث، هذا كلام من أجل تبرير دوره فقط وليس إلا، المقاوم الحقيقي هو الذي ينزل إلى الميدان، الآن أنه حتى اللي ينزل إلى الميدان فهو يقوم بعملية انتحارية. نحن الآن في مرحلة صعبة جدا، ننظم أنفسنا داخليا نهزم هذه الأنظمة لما نوجد شعبا يستطيع أن يهزم نظام ممكن أن نعول عليه أن يزيل إسرائيل، إذا كان عجز سكان مدينة أن يؤثروا في إزالة رئيس بلدية يحتقرهم يسرق أموالهم يفسد يعيث فسادا ولم يستطيعوا أن يزيلوا رئيس بلدية وهو من بني جلدتهم ويعرف أصله وفصله وأسرته سيأتون اليوم ويزيلون إسرائيل؟ أما النقطة التي قلت إن زعماء العالم يحضرون، لكن لماذا لا تقولون إنهم يحضرون من أجل الاحتفال؟! قد تحضر في جنازة وقد تحضر في عرس، هم ربما يعتبرونه عرسا ونحن نعتبرها جنازة! الشعور أصلا أن الخيبة التي نحن نعيشها جعلتنا نتطلع بهذه الأحلام المزركشة، هذه الأحلام الانهزامية أصلا، أنا أقولها حلم إنهزامي، أن زوال إسرائيل مهددة بسبب النمو الديموغرافي بسبب الوضع المالي بسبب الجدار بسبب صواريخ المقاومة التي ترمى عليه، هذا دليل على الفشل، يجب أولا أن نحدد الأيديولوجيا التي سنواجه بها إسرائيل، الوجود الإسرائيلي مبني على العقيدة التوراتية، ونحن على أي عقيدة سنزيل إسرائيل؟ هذا يأتي بالعقيدة العروبية، والآخر يأتي بمذهب فلان، والآخر يأتي بإله آخر، ولكل له إلهه الخاص ويريد أن نلتقي من أجل نهزم إسرائيل! لما هزمت.. لما حرر بيت المقدس من قبل حرب بقائد واحد وعقيدة واحدة ومبدأ واحد وشعب مستعد أن يموت من أجل هذا، هل عندنا شعب الآن مستعد أن يموت من أجل فلسطين؟ لا تقل لي في غزة، غزة يرمون في الصواريخ وأنا أتعاطف معهم وأشجب ما يحدث لهم..

فيصل القاسم (مقاطعا): طيب، أشكرك أنور مالك، الوقت يداهمنا، أشكرك جزيل الشكر، أشكرك، أشكرك أنور مالك وصلت الفكرة. إبراهيم، الوقت يداهمنا، أسألك سؤالا بالختام، لماذا لا نقارن بعد ستين عاما على قيام إسرائيل المشروع الصهيوني بالمشروع القومي العربي؟ انظر إلى أين وصل المشروع الصهيوني وكيف غزا العالم وكيف سيطر على أميركا وسيطر على الغرب في الصناعة والمال والإعلام وكل شيء وانظر إلى المشروع القومجي أو القومي العربي، شوية عواجيز بيجتمعوا لي كل يوم هون وهون، شو رأيك؟

إبراهيم علوش: وبيجيبوا واحد من الكنيست يرأس المؤتمر تبعهم، هؤلاء لا يمثلون المؤتمر، هؤلاء لا يمثلون التوجه القومي العربي يا سيدي الكريم، دعني يعني هناك الكثير من النقاط التي ذكرت..

فيصل القاسم: نصف دقيقة.

إبراهيم علوش: الكيان الصهيوني سينتهي لأن الشعب العربي الفلسطيني صامد في أرضه وعندما تنتصر المقاومة العراقية فإن ذلك سيخلق شروطا حقيقية بعد دحر عصر القطب الواحد لتحرير فلسطين.

فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر، مشاهدينا الكرام، هل تعتقد أن إسرائيل بعد ستين عاما على قيامها في وضع أضعف أم أقوى؟ 72,3% أضعف. 27,7% أقوى. لم يبق لنا إلا أن نشكر ضيفينا هنا في الأستديو الدكتور إبراهيم علوش وعبر الأقمار الصناعية من باريس أنور مالك، نلتقي مساء الثلاثاء المقبل فحتى ذلك الحين ها هو فيصل القاسم يحييكم وإلى اللقاء.

Nenhum comentário: